بعد عشر سنوات .. المدينة العتيقة لتازة تستعد لدخول لائحة الآثار
عد تأخر دام لسنوات، أصدرت وزارة الثقافة والاتصال قراراً يقضي بإجراء بحث عمومي حول إدراج المدينة العتيقة لتازة ضمن المآثر التاريخية من أجل الحفاظ عليها من الزحف العمراني.
القرار الذي أصدر محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، بناءً على القانون رقم 22.80 المتعلق بالمحافظة على المباني التاريخية والمناظر والكتابات المنقوشة، يأتي بعد عشر سنوات من طلب التقييد في لائحة الآثار الذي تقدمت به جمعية أصدقاء تازة بتاريخ 27 مارس من سنة 2008.
وقال جمال المسعودي، رئيس المجلس الجماعي لمدينة تازة، إن تصنيف المدينة كتراث وطني تأخر كثيراً لدى الأمانة العامة للحكومة، بالرغم من القيام بالإجراءات المطلوبة على المستوى المحلي والغنى التاريخي للمدينة التي تعدّ من أقدم المدن العالمية.
ومن المرتقب أن تستفيد المدينة القديمة من برنامج تأهيل بدعم من وزارة السكنى وسياسة المدينة من أجل الحفاظ على الأرضية والتسقيف والواجهات لرد الاعتبار إليها، بعد أن عاشت سنوات من الإهمال بقيمة إجمالية 25 مليون درهم.
وتتوفر المدينة القديمة لمدينة تازة على عدد من المآثر التاريخية، خصوصاً المسجد الأعظم أو الكبير الذي بناه الخليفة الموحدي عبد المؤمن ما بين سنتي 1134 و1142 ميلادية، وبها ثريا فريدة تزن 32 قنطاراً مصنوعة من البرونز.
من جهته، قال خالد الصنهاجي، رئيس جمعية أصدقاء تازة، التي سبق أن قدمت طلباً لإدراج المدينة ضمن المآثر التاريخية، إن المدينة العتيقة للمدينة لن تنل حقها كما المدن المغربية الأخرى.
وأضاف الصنهاجي، في تصريح لهسبريس، إن معالم المدينة تعرضت للطمس بسبب عدم إدراجها تراثاً تاريخياً، مشيراً إلى أن هناك خروقات كبيرة في المدينة من حيث التعمير التي شوهت العمران التاريخي العريق.
ومن شأن التصنيف ضمن المآثر التاريخية أن يحمي المدينة القديمة من البناء الزاحف، حيث سيصبح البناء قرب الأسوار ممنوعاً وبالتالي الحفاظ على خصوصية المدينة العتيقة، والعمل على تثمينها من أجل تشجيع السياحة المحلية.
وبالرغم من الدور الذي لعبته مدينة تازة على مر التاريخ، فإنها لم تستفد من هذا الإرث التاريخي اللامادي والمادي من ناحية السياحة، فهي تعدّ من المدن المغربية وفي العالم الإسلامي التي جرى استعملت فيها مختلف عناصر تحصين المدينة، من أبراج مزدوجة والأبراج المتنوعة.
وتعاني المدينة من ضُعف البنيات التحتية، ولا تستقبل السياح كثيراً، إلا من محبي الاستغوار في المغارات التي يصل عددها إلى 300 مغارة بمناطق الإقليم، إضافة إلى توفرها على المنتزه الوطني لتازكا الذي يُعدّ أفضل المنتزهات الطبيعية في إفريقيا.